رواية منال كاملة
المحتويات
إزاي يا فادية
أجابته في الحال
جبتها من الأونلاين
تعقد جبينه مبديا استنكاره
من النت هو في حاجة فيه مضمونة! ده الڼصب كله بيحصل فيه
تحدثت إليه لتقنعه بجودة المنتج
دي جارتنا شغالة في الحاجات الأونلاين ووصيتها عليه وهي الله يباركلها متأخرتش عني وجيبالي حاجة ماركة ومعروفة
من تلقاء نفسها تكلمت بهاء معبرة عن سعادتها
مرة ثانية احتضنتها زوجة عمها وربتت على كتفيها هاتفة بشيء من التضرع
عقبال يا رب ما أتعبلك في جوازك
كان بحاجة ماسة للاغتسال بعدما انتهى من ممارسة تمرينه الخاص بفنون القتال استطاع أن يحافظ على لياقته البدنية وكذلك دقة ضرباته وركلاته وحتى في طريقة تفاديه لمحاولات الطرف الآخر للنيل منه جلس عمر على المقعد الخشبي المستطيل في غرفة تبديل الثياب ينظر بشرود إلى خزانته المفتوحة فقد لاح في عقله طيف بهاء وهي تتعرض للإصابة غير المقصودة أثناء اندلاع المشاجرة الصباحية استاء من نفسه لأنه تركها تمضي دون أن يطمئن فعليا عليها ماذا لو كانت إصابتها خطېرة أمسك بهاتفه المحمول ونظر إلى الرسائل الإلكترونية تردد في الإرسال إليها وخاطب نفسه بلا صوت
عبس بقسماته متابعا حديث نفسه
شكلي هيبقى بايخ أوي
تحول ضيقه إلى المزيد من التقريع وتأنيب الضمير وتفاصيل إعادة المشهد تتجسد في خياله فراح يهمهم دون أن ينبس بكلمة
المفروض كنت أخد بالي أكتر من كده من أي ثغرات تحصل في أي معسكر وإلا هعرض ناس معندهاش خبرة للخطړ
انتشله من أفكاره العميقة صوت أنس المزعج
أدار وجهه ناحيته ليتطلع إليه متسائلا
عاوز إيه يا أنس
أخبره في تحمس
مش ناوي تيجي معايا أنا مظبط سهراية تمام التمام
باعد عينيه عنه متمتما
ماليش في الجو إياه بتاعك
تحرك أنس ليصبح في مواجهته وألح عليه بتصميم
دي حاجات لزوم الفرفشة والترويح عن النفس
ابتسم عمر في سخافة قبل أن يسأله
رفع ذراعه للأعلى ليحك مؤخرة عنقه واستطرد في استرسال
الصراحة هي عرفتني على واحدة أنأح منها بس أنا علشان بحبك وبفكر فيك قولت أسيبهالك تشوفها الأول لو عجبت فأنا Out لو لأ فهجرب حظي معاها
بما يشبه النصيحة خاطبه بعدما أخرج ثيابه النظيفة من الخزانة
أنا رأيي تركز في شغلك أحسن لأن كتر الحاجات دي تجيب الكافية!
يعني قولت إيه برضوه
أزاحه عن طريقه قائلا بثبات
أنا Out من كل الهجس بتاعك ده!
عادت في ساعة شبه متأخرة إلى بيتها ومعدتها منتفخة بشكل واضح ولما لا تشعر بالشبع والامتلاء وقد أفرطت في تناول أطباق زوجة عمها الشهية تحسست بهاء بطنها برفق وهي تسير بخطوات كسلى نحو غرفة نومها لتستلقي على الفراش تثاءبت بصوت مسموع ثم فردت ذراعيها بطول السرير وحين أدارت رأسها للجانب لمحت علبة الدواء الموضوعة على الكومود رفعت من جسدها قليلا لتمسك بها وضعتها ڼصب عينيها وهي تتذكر ما قاله الطبيب عن ذلك الدواء بأنه فعال وقوي التأثير لذا ابتسمت بعفوية لاهتمامه بشأنها لكن ما لبث
هو متعود على كده أكيد مايقصدش يهتم بيا على وجه التحديد يعني
تركت العلبة جانبا وأراحت ظهرها على الوسادة لتقول في إرهاق وثقل
صحيح مش لازم الواحد ينام على معدة فاضية بس الأكل كبس على نفسي مكانش لازم أتقل فيه بالشكل ده
سحبت الغطاء على جسدها ورددت بصوت مال للنعاس
ربنا يستر وما يطلعليش كوابيس
أغمضت جفنيها وراحت تتأوه في صوت خفيض وذلك الصوت يهتف في عقلها
أنا محتاجة مسكن لكل حتة في جسمي
لم تستغرق وقتا طويلا
لتغط في نوم عميق فكل عظمة من جسدها كانت تفتش عن الراحة وتتوق إلى الاسترخاء ورغم هذا لم تفارقها الأحلام المزعجة فأرقت مضطجعها وعاشت أجواء ذلك الکابوس المزعج فقد رأت نفسها متجسدة على هيئة أنبوب لمعجون الأسنان تم استنزاف ما فيه فأصبح فارغا لا يحتوي على شيء لإخراجه حاولت التحرك فلم تستطع كانت تزحف على يديها وحين رفعت وجهها للأعلى وجدت عمر ينظر لها بتجهم قبل أن يأمرها
بقولك هاتي معجون!
اعتصرت نفسها عصرا لتلبي أمره لكن لم يخرج من الفوهة التي تعتلي أعلى رأسها أدنى شيء فصړخت باكية
معدتش فيا أنا عصرت الأنبوبة ومطلعتش حاجة
صاح بها بلهجته الآمرة
ماليش دعوة اتصرفي
ارتفع صوت بكائها وهي تسأله
أضغط على نفسي أكتر من كده إزاي
نظر إليها بغير إشفاق فأكملت شاكية قسوته معها
أنا فضيت هات واحدة تانية جديدة
جاء رده بنفس النبرة غير المتعاطفة معها
أنا ما بهزرش هنا
ظلت تبكي وهي ترد
ولا أنا
بذلت بهاء مجهودا مضنيا حتى تتمكن من استخراج المعجون منها نجحت في الحصول على مقدار ضئيل للغاية من مادة لزجة مدت يدها ناحيته بها لتناوله إياها وهي تسأله
تنفع اللحسة دي
اشتعلت نظراته في استنكار فأكملت وهي تكفكف دمعها بيدها الأخرى
مشي نفسك بيها بقى وماتضغطش عليا أكتر من كده أنا تعبت
ثم أجهشت بالبكاء الصاخب لتستحثه على أن يترأف بها لكنه ظل قاسېا معها يعاملها بخشونة وبلا رحمة لذا استمرت في صړاخها المرتفع تشكوه للجميع لتنهض بعدئذ وهي تشعر پألم في حلقها تلقائيا تفقدت جسدها لتتأكد أنها على حالتها الطبيعية ولم يكن الأمر سوى هلوسات نومها العجيبة
ابتلعت بهاء ريقها وتساءلت وهي تفرك فروة رأسها
إيه الحلم الغريب ده هشوف إيه تاني بعد كده!!
عاودت الاستلقاء على الوسادة وعيناها على اتساعهما ظلت تحدق في السقف لوقت طويل محاولة عدم التفكير في عمر الذي أصبح ملازما لها في أحلامها وإن كانت غير منطقية بالمرة نظرت إلى ساعة هاتفها المحمول ما زال الوقت مبكرا للاستيقاظ راحت تعد الغنم واحدة تلو الأخرى حتى تداخلت الأرقام وبدأ جفناها يتثاقلان إلى أن عادت للنوم من جديد
مضى النهار بطيئا خاصة مع تتابع المحاضرات وتراكم المعلومات المكثفة حتى بات من العسير تذكر جميعها دون الرجوع إلى ملحوظات صريحة ومباشرة عن نقطة بعينها للغرابة لم يحضر عمر وكذلك صديقه السمج أنس بالرغم من التزام الأول وحرصه على التواجد دائما والمثير أيضا للاستفهام هو تغيب معظم الدارسين عن الحضور وكأن هناك عطلة ما غير معلنة للجميع انتاب الفضول بهاء وعجزت عن إيقاف عقلها عن التفكير في شأنه لهذا بدت فاقدة للرغبة في الكلام أو الثرثرة عن أي شيء بالكاد تنفست الصعداء عندما جاء وقت الاستراحة فهرعت خارج قاعة الدراسة لتلحق بها بسنت وهي تتحدث عن مدى تعقيد الدراسة قاطعتها في منتصف كلامها لتقول
بقولك إيه أنا جعانة خلينا نروح ناكل
تساءلت بسنت في نبرة متحيرة
هنحلق نطلب أكل ويجيلنا بسرعة
حدقت بهاء في
ساعة يدها قائلة
ماظنش!
التفتت حولها تنظر بعشوائية وعقلها يفكر فيما يمكن أن تفعله فاستقرت عيناها على لافتة الكافيتريا ليومض عقلها فجأة بوميض فكرة ما فنطقت بها في التو
بصي تعالي نشوف أي حاجة ناكلها في المطعم ده
لم تمانعها بسنت وقالت وهي تهم بالسير
أوكي
لاحقا تبين لها أنه أمر مفيد عندما اشترت الطعام مع رفيقتها من الكافيتريا الملحقة بالأكاديمية ورغم أن الوجبات المقدمة في قائمة الطعام محدودة إلا أنها كانت مشبعة تكفي لفردين جلست بسنت في مواجهة رفيقتها على طاولة متطرفة لكنها تعطي رؤية ممتازة للمكان بأكمله استطردت تكلمها بعدما ابتلعت ما في جوفها من طعام
أول مرة ما يكونش عمر موجود في محاضرات الصبح
التطرق إلى سيرته كان محرجا لها بشكل ما حتى أنها شعرت بخفقة صغيرة تداعب قلبها وتشعرها بالارتباك والتخبط لهذا تجنبت بهاء النظر في عيني صديقتها وهي ترد
جايز وراه حاجة تانية أهم
ثم عمدت إلى تغيير الحديث عنه بإضافتها
تعرفي الأكل هنا مش بطال
ردت عليها بسنت قبل أن ترتشف مشروبها البارد
معاكي حق طعمه كويس
هزت رأسها توافقها الرأي لتضيف أيضا بحسم
بعد كده نبقى نجيب من هنا بدل ما نطلب أوردر
أبدت تأييدها قائلة
أيوه والسعر كمان معقول
انهمكت كلتاهما في تناول الطعام وبسنت بين الحين والآخر تختلس النظرات حولها حيث جلس بعض الضباط مختلفي الرتب العسكرية بشكل متناثر في أرجاء الكافيتريا عادت لتحملق في وجه رفيقتها هامسة في عبثية مرحة
والله المفروض الواحد يطلع بمصلحة من هنا شايفة القمرات اللي حوالينا
انزعجت بهاء من تلميحها المفهوم وڼهرتها في تشدد
عيب كده احنا جايين نتعلم مش نصطاد عريس!!
استمرت على وتيرتها اللاهية هاتفة بصوت ما زال منخفضا
وده يمنع برضوه نكمل نص دينا واحنا ماشيين في طريق العلم
اشتدت قبضتها على شوكة الطعام التي بيدها كما احتدت نظرتها المنزعجة تجاهها وحذرتها بغير تساهل
هتخليني أندم إني جيت هنا
أطرقت رأسها قليلا وقالت في نبرة متبرمة
خلاص هاكل وأنا ساكتة
أوشكت كلتاهما على الانتهاء من تناول الطعام والتحرك في هدوء للعودة إلى قاعة الدراسة قبل أن تبدأ المحاضرة التالية لولا أن اقټحمت مجموعة ملثمة ومدججة بالسلاح محيط الكافيتريا ليتقدم أحدهم ويطيح بقدمه أقرب مقعد يعيق طريقه فأديرت كافة الأعناق تجاه هؤلاء الأغراب لحظتها عمت الفوضى الأرجاء وسادت حالة من الهرج والمرج كما تعالت الصيحات المرتاعة هنا وهناك
آنئذ تساءلت بهاء في جزع وهي تنحني بجسدها للأسفل لتنأى بنفسها عن موضع الټهديد
هو في إيه
انفلتت من بسنت صړخة فزعة قبل أن ترد
مش عارفة
صدح صوت أحدهم مجلجلا بقوة
محدش يتحرك من مكانه
في البداية لم تجرؤ أيا منهما على التعليق بشيء لكن قامت بهاء بالاختباء أسفل المنضدة وجرت معها بسنت لتحميها من الخطړ والأخيرة تتساءل في ذهول ممزوج بالړعب
هي الحړب قامت هنا
ردت عليها وهي لا تزال تجذبها من رسغها لتجبرها على الانحناء
استخبي أوام
تكرر ذلك الصوت الأجش آمرا الجميع
أي حد هيتحرك فجر راسه!
ثم أطلق العديد من الأعيرة الڼارية لترتفع الصرخات الفزعة هسهست بسنت في ذعر متزايد
يا ختاي إيه اللي بيحصل بالظبط أنا مش فاهمة حاجة
فتشت بهاء بعينيها عن أقرب نقطة للهروب فكان الباب القريب من طاولتهما حيث لم يتواجد بعد أي فرد ناحيتها وقتئذ فكرت في استغلال الفرصة المتاحة والاندفاع تجاهها لم تضيع الوقت في التردد لذا مدفوعة بعنفوانها شدت صديقتها من معصمها هاتفة في صوت مضطرب
مش وقت أسئلة بينا نهرب أوام
لم تفكر مرتين وتبعتها في الحال ليلمحها قائد تلك المجموعة الملثمة فأطلق عيارا ناريا في الهواء قبل أن يوجه سلاحھ تجاههما هادرا
أمسكولي دول بالذات!
انتفضت بسنت مصعوقة
قبل أن تردد في استنكار رغم خۏفها
هو في إيه هو الكل مستقصدنا ليه!!
استمرت بهاء في جرها خلفها وعلقت ساخرة
شكلنا خطړ على الأمن
متابعة القراءة